بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هذا الهدية الى كل مسلم من منندى ( العالمى )
أبراهيم عليه السلام
كان آزر يعيش في أرض بابل
بالعراق، يصنع الأصنام ويبيعها للناس ليعبدوها وكان له ولد صغير اسمه
(إبراهيم) وهبه الله الحكمة وآتاه الرشد منذ الصغر، وذات يوم دخل إبراهيم
على أبيه آزر، فرآه يصنع التماثيل، فتعجب إبراهيم من أمر هذه التماثيل،
وقال في نفسه: لماذا يعبدها الناس وهي لا تسمع ولا تنطق، ولا تضر ولا
تنفع؟! وكيف تكون آلهة، والناس هم الذين يصنعونها ؟! وصارت هذه الأسئلة
تراود الفتى الصغير دون إجابة. ولما كبر إبراهيم وشبَّ أخذ يفكر في هذا
الأمر، ويبحث عن الإله الحق الذي يستحق العبادة، فذهب إلى الصحراء الواسعة،
وجلس ينظر إلى السماء، فرأى الكواكب والنجوم، واستنكر أن تكون هي ربه الذي
يبحث عنه، لأنها مخلوقة مثله تعبد خالقها، فتظهر بإذنه وتغيب بإذنه، وظل
إبراهيم في الصحراء ينظر إلى السماء يفكر ويتدبر عسى أن يهتدي إلى ربه
وخالقه، فهداه الله -سبحانه- إلى معرفته، وجعله نبيًّا مرسلاً إلى قومه،
ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الله رب
العالمين. وأنزل الله -سبحانه- على إبراهيم صحفًا فيها آداب ومواعظ وأحكام
لهداية قومه، وتعليمهم أصول دينهم، وتوصيتهم بوجوب طاعة الله، وإخلاص
العبادة له وحده، والبعد عن كل ما يتنافى مع مكارم الأخلاق، وعاد إبراهيم
إلى بيته، وقلبه مطمئن، ولما دخل البيت وجد أباه، فتقدم منه إبراهيم وأخذ
ينصحه ويقول له: {يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا.
يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطًا سويًّا . يا
أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيًّا . يا أبت إني أخاف أن
يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليًّا} فردَّ عليه أبوه غاضبًا،
وقال: {أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليًا} .
لكن إبراهيم لم يقابل تلك القسوة بمثلها، بل صبر على جفاء أبيه، وقابله
بالبر والرحمة، وقال له: {سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًّا .
وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيًّا}
وخرج إبراهيم من عند أبيه متوجهًا إلى المعبد، حتى يدعو قومه إلى عبادة
الله، ولما دخل عليهم وجدهم عاكفين على أصنام كثيرة، يعبدونها ويتضرعون
إليها، ويطلبون منها قضاء حوائجهم، فتقدم منهم إبراهيم، وقال لهم: {ما هذه
التماثيل التي أنتم لها عاكفون} فرد عليه القوم وقالوا: {وجدنا آباءنا لها
عابدين} . فوضح لهم إبراهيم أن عبادة هذه الأصنام ضلال وكفر، وأن الله
-سبحانه- الذي خلق السماوات والأرض هو المستحق للعبادة وحده فغضب قومه
منه، واستكبروا وأصروا على كفرهم وعنادهم، فلمَّا وجد إبراهيم إصرارهم على
عبادة الأصنام، خرج وهو يفكر في نفسه أن يحطم هذه الأصنام، وكان اليوم
التالي يوم عيد، فأقام القوم احتفالا كبيرًا خارج المدينة، وذهب إليه جميع
الناس، وخرج إبراهيم وحده إلى شوارع المدينة فلم يجد فيها أحدًا، فانتهز
هذه الفرصة وأحضر فأسًا، ثم ذهب إلى المعبد الذي فيه الأصنام دون أن يراه
أحد، فوجد أصنامًا كثيرة، ورأى أمامها طعامًا كثيرًا وضعه قومه قربانًا لها
وتقربًا إليها، لكنها لم تأكل. فأقبل إليها إبراهيم، وتقدم منها، ثم قال
لها مستهزئًا: ألا تأكلون؟! وانتظر قليلا لعلهم يردون عليه، لكن دون جدوى،
فعاد يسأل ويقول: ما لكم لا تنطقون؟! ثم أخذ يكسر الأصنام واحدًا تلو
الآخر، حتى صارت كلها حطامًا إلا صنمًا كبيرًا تركه إبراهيم ولم يحطمه،
وعلق في رقبته الفأس، ثم خرج من المعبد، ولما عاد القوم من الاحتفال مرُّوا
على المعبد، ودخلوا فيه ليشكروا الآلهة على عيدهم وفوجئوا بأصنامهم محطمة
ما عدا صنمًا واحدًا في رأسه فأس معلق، فتساءل القوم: من فعل هذا بآلهتنا؟
فقال بعض القوم: سمعنا فتى بالأمس اسمه إبراهيم كان يسخر منها، ويتوعدها
بالكيد والتحطيم، وأجمعوا أمرهم على أن يحضروا إبراهيم ويسألوه، ويحققوا
معه فيما حدث. وفي لحظات ذهب بعض القوم وأتوا بإبراهيم إلى المعبد، ولما
وقف أمامهم سألوه: أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟! فرد إبراهيم: بل
فعله كبيرهم هذا، ثم أشار بإصبعه إلى الصنم الكبير المعلق في رقبته الفأس،
ثم قال: فسألوهم إن كانوا ينطقون، فرد عليه بعض الناس وقالوا له: يا
إبراهيم أنت تعلم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تسمع، فكيف تأمرنا بسؤالها؟
فانتهز إبراهيم هذه الفرصة وقال لهم: {أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم
شيئًا ولا يضركم . أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون} فسكتوا
جميعًا ولم يتكلموا، ونكسوا رءوسهم من الخجل والخزي، ومع ذلك أرادوا
الانتقام منه، لأنه حطم أصنامهم، وأهان آلهتهم، فقال نفر من الناس: ما جزاء
إبراهيم، وما عقابه الذي يستحقه؟ فقالوا: {حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم
فاعلين} . ثم ذهب جنود المعبد بإبراهيم إلى الصحراء، وجمعوا الحطب والخشب
من كل مكان، وأشعلوا نارًا عظيمة، وجاءوا بآلة اسمها المنجنيق، ليقذفوا
إبراهيم منها في النار، ولما جاء موعد تنفيذ الحكم على إبراهيم، اجتمع
الناس من كل مكان ليشهدوا تعذيبه، وتصاعد من النار لهب شديد، فوقف الناس
بعيدًا يشاهدون النار، ومع ذلك لم يستطيعوا تحمل حرارته، وجاءوا بإبراهيم
مقيدًا بالحبال وضعوه في المنجنيق، ثم قذفوه في النار، فوقع في وسطها، فقال
إبراهيم: حسبي اللَّه ونعم الوكيل. فأمر الله النار ألا تحرق إبراهيم ولا
تؤذيه، قال تعالى: {قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} فأصبحت
النار بردًا وسلامًا عليه، ولم تحرق منه شيئًا سوي القيود التي قيدوه بها،
وظلت النار مشتعلة عدة أيام، وبعد أن انطفأت خرج منها إبراهيم سالمًا، لم
تؤذه، وتحدث الناس عن تلك المعجزة وعن نجاة إبراهيم من النار، وأراد
النمرود ملك البلاد أن يناقش إبراهيم في أمر دعوته، فلما حضر إبراهيم أمام
الملك سأله: من ربك؟ فقال إبراهيم مجيبًا: {ربي الذي يحي ويميت} فقال
الملك: {أنا أحي وأميت} وأمر الملك الجنود أن يحضروا رجلين من المسجونين،
ثم أمر بقتل رجل وترك الآخر، ثم نظر إلى إبراهيم وقال له: ها أنا ذا أحي
وأميت، قتلت رجلا، وتركت آخر!! فلم يرد إبراهيم على غباء هذا الرجل، ولم
يستمر في جداله في هذا الأمر، بل سأله سؤالاً آخر أعجزه ولم يستطع معه
جدالاً، قال له إبراهيم: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من
المغرب} فبهت النمرود، وسكت عن الكلام اعترافًا بعجزه، وقر إبراهيم الهجرة
من هذه المدينة لأنه لم يؤمن به سوى زوجته سارة وابن أخيه لوط -عليه
السلام- وهاجر إبراهيم ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط، وأخذ ينتقل من مكان
إلى مكان آخر، حتى استقر به الحال في فلسطين، فظل بها فترة يعبد الله ويدعو
الناس إلى عبادة الله، وإلى طريقه المستقيم. ومرت السنون، ونزل قحط
بالبلاد، فاضطر إبراهيم إلى الهجرة بمن معه إلى مصر، وكان يحكم مصر آنذاك
ملك جبار يحب النساء، وكان له أعوان يساعدونه على ذلك، فيقفون على أطراف
البلاد، ليخبروه بالجميلات اللاتي يأتين إلى مصر، فلما رأوا سارة، وكانت
بارعة الجمال، أبلغوا عنها الملك وأخبروه أن معها رجلاً، فأصدر الملك
أوامره بإحضار الرجل، وفي لحظات جاء الجنود بإبراهيم إلى الملك، ولما رآه
سأله عن المرأة التي معه، فقال إبراهيم: إنها أختي. فقال الملك: ائتني بها.
فذهب إبراهيم إلى سارة، وأبلغها بما حدث بينه وبين الملك، وبما ذكره له
بأنها أخته، فذهبت سارة إلى القصر، ولما رآها الملك انبهر من جمالها، وقام
إليها، فقالت له: أريد أن أتوضأ وأصلي، فأذن لها، فتوضأت سارة وصلَّت، ثم
قالت: (اللهمَ إن كنت تعلم أني آمنتُ بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي
فلا تسلط على هذا الكافر) فاستجاب الله لها، وعصمها وحفظها، فكلما أراد
الملك أن يمسك بها قبضت يده، فسألها أن تدعو الله أن تُبسَط يده، ولن يمسها
بسوء، وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات. فلما علم أنه لن يقدر عليها نادى بعض
خدمه، وقال لهم: إنكم لم تأتوني بإنسان، إنما أتيتموني بشيطان، ثم أمر
الخدم أن يعطوها هاجر، لتكون خادمة لها. فعادت سارة إلى زوجها دون أن يمسها
الملك، فوجدته قائمًا يصلي فلما انتهى نظر إليها، وسألها عما حدث؟ فقالت:
إن الله ردَّ كيده عني وأعطاني جارية تسمى هاجر لتخدمني، وبعد فترة رجع
إبراهيم إلى فلسطين مرة أخرى وأثناء الطريق استأذنه ابن أخيه لوط في الذهاب
إلى قرية سدوم ليدعو أهلها إلى عبادة الله، فأعطاه إبراهيم بعض الأنعام
والأموال، واصل هو وأهله السير إلى فلسطين، حتى وصلوا إليها واستقروا بها،
وظل إبراهيم -عليه السلام- في فلسطين فترة طويلة. وأحب الله إبراهيم -عليه
السلام- واتخذه خليلاً من بين خلقه، قال تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}
وذات يوم، أراد إبراهيم أن يرى كيف يحي الله الموتى، فخرج إلى الصحراء
يناجي ربه، ويطلب منه أن يريه ذلك، قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني
كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من
الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا ثم ادعهن يأتينك سعيًّا
واعلم أن الله عزيز حكيم} . فعل إبراهيم ما أمره ربه، وذبح أربعة من الطيور
وضع أجزاءها على الجبال، ثم عاد إلى مكانه مرة أخرى، وقف متجهًا ناحية
الجبال، ثم نادى عليهن، فإذا بالحياة تعود لهذه الطيور، وتجيء إلى إبراهيم
بإذن ربها، وكانت سارة زوجة إبراهيم عقيمًا لا تلد، وكانت تعلم رغبة
إبراهيم وتشوقه لذرية طيبة، فوهبت له خادمتها هاجر ليتزوجها، لعل الله أن
يرزقه منها ذرية صالحة، فتزوج إبراهيم هاجر، فأنجبت له إسماعيل فسعد به
إبراهيم سعادة كبيرة لأنه جاء له بعد شوق شديد وانتظار طويل. وأمر الله -عز
وجل- إبراهيم أن يأخذ زوجته هاجر ولدها إسماعيل ويهاجر بهما إلى مكة،
فأخذهما إبراهيم إلى هناك، وتوجه إلى الله داعيًا {ربنا إني أسكنت من ذريتي
بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من
الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} ثم تركهما إبراهيم،
وعاد إلى زوجته سارة، وذات يوم جاءت إليه ملائكة الله في صورة بشر، فقام
إبراهيم سريعًا فذبح لهم عجلاً سمينًا، وشواه ثم وضعه أمامهم ليأكلوا
فوجدهم لا يأكلون، لأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب، وهنا أخبرت الملائكة
إبراهيم بأنهم ليسوا بشرًا، وإنما هم ملائكة جاءوا ليوقعوا العذاب على قرية
سدوم، لأنهم لم يتبعوا نبيهم لوطًا، وبشرت الملائكة إبراهيم بولده إسحاق
من سارة، وكانت عجوزًا، فتعجبت حينما سمعت الخبر، فهي امرأة عجوز عقيم
وزوجها رجل شيخ كبير، فأخبرتها الملائكة أن هذا هو أمر الله، فقالت
الملائكة: {أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه
حميد مجيد} . وذات مرة رأى إبراهيم -عليه السلام- أنه يذبح ابنه في المنام،
فأخبر ابنه إسماعيل بذلك، وكان هذا امتحان من الله لإبراهيم وإسماعيل،
فاستجاب إسماعيل لرؤيا أبيه طاعة لله، واستعد كل منهما لتنفيذ أمر الله،
وضع إبراهيم ابنه إسماعيل على وجهه، وأمسك بالسكين ليذبحه، فكان الفرج من
الله، فقد نزل جبريل -عليه السلام- بكبش فداء لإسماعيل، فكانت سنة الذبح
والنحر في العيد، وصدق الله إذ يقول: {وفديناه بذبح عظيم}_ وكان نبي الله
إبراهيم يسافر إلى مكة من حين لآخر ليطمئن على هاجر وابنها إسماعيل. وفي
إحدى الزيارات، طلب إبراهيم من ابنه أن يساعده في رفع قواعد البيت الحرام
الذي أمره ربه بنائه، فوافق إسماعيل، وأخذا ينقلان الحجارة اللازمة لذلك
حتى انتهيا من البناء، وعندها أخذا يدعوان ربهما أن يتقبل منهما فقالا:
{ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا
أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} فاستجاب
الله لإبراهيم وإسماعيل، وبارك في الكعبة، وجعلها قبلة للمسلين جميعًا في
كل زمان ومكان. قد كان لإبراهيم -عليه السلام- رسالة ودين قويم وشريعة
سمحة، أمرنا الله باتباعها، قال تعالى: {قل صدقوا الله فاتبعوا ملة إبراهيم
حنيفًا وما كان من المشركين} أي اتبعوا الدين الحنيف القويم الثابت الذي
لا يتغير، ومرض إبراهيم -عليه السلام- ثم مات، بعد أن أدى رسالة الله وبلغ
ما عليه، وفي رحلة الإسراء والمعراج قابل النبي -صلى الله عليه وسلم- خليل
الله إبراهيم -عليه السلام- في السماء السابعة بجوار البيت المعمور الذي
يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة يتعبدون فيه، ويطوفون، ثم يخرجون ولا
يعودون إليه إلى يوم القيامة. وذلك كما ذكر في حديث المعراج الذي يقول فيه
النبي -صلى الله عليه وسلم- (... ثم صعد بي جبريل إلى السماء السابعة،
فاستفتح جبرائيل، قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل: قيل: ومن معك؟ قال محمد، قيل:
وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت،
فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوك فسلم عليه، فسلمتُ عليه فرد السلام، ثم قال
مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح ...) . وقد سئل رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- عن خير البرية، فقال: (ذاك إبراهيم) .. وهو أول من يكْسى يوم
القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (... وأول من يكسى يوم القيامة
إبراهيم) .. فالناس يحشرون يوم القيامة عراة، فيكسى إبراهيم عليه السلام
تكريمًا له ثم الأنبياء، ثم الخلائق، وقد مدح الله سبحانه وتعالى نبيه
إبراهيم وأثنى عليه، قال تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم
يك من المشركين . شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم . وآتيناه
في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة
إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين} . وقد فضل الله إبراهيم -عليه السلام-
في الدنيا والآخرة، فجعل النبوة فيه وفي ذريته إلى يوم القيامة، قال
تعالى: {وهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه
أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين} . وإبراهيم -عليه السلام- من
أولي العزم من الرسل، وصى الله نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن يسير
على ملته، قال تعالى: {قل إني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينًا قيمًا ملة
إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين} وقال: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة
إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين} ومدح الله إبراهيم بالوفاء والقيام
بما عهد إليه، قال تعالى: {وإبراهيم الذي وفى} ولأنه أفضل الأنبياء والرسل
بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- أمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن نصلي
عليه في صلاتنا في التشهد أثناء الصلاة.
==========================